الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها متى

7 الآلام الخلاصية والقيامة المجيدة - المؤامرة على يسوع
مت 26-1ولما فرغ يسوع من هذا الكلام كله، قال لتلاميذه:
مت 26-2"إن الفصح، على ما تعلمون، بعد يومين؛ وابن البشر يسلم للصلب".
مت 26-3عندئذ اجتمع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب في دار رئيس الكهنة، المدعو قيافا،
مت 26-4وائتمروا أن يلقوا القبض على يسوع، بحيلة، ويقتلوه.
مت 26-5بيد أنهم كانوا يقولون: "لا في العيد لئلا يقع بلبال في الشعب".
تضميخ يسوع بالطيب
مت 26-6وفيما كان يسوع ببيت عنيا، في بيت سمعان الأبرص،
مت 26-7دنت إليه امرأة معها قارورة طيب نفيس جدا، وأفاضته على رأسه، وهو متكئ.
مت 26-8فلما أبصر التلاميذ ذلك غضبوا، وقالوا: "لم هذا الإتلاف؟
مت 26-9لقد كان في الإمكان أن يباع هذا الطيب بكثير، ويعطى للفقراء".
مت 26-10فعلم يسوع فقال لهم: "لم تزعجون هذه المرأة؟ فإنها قد أحسنت في ما صنعت إلي؛
مت 26-11فإن الفقراء عندكم في كل حين، وأما أنا فلست معكم في كل حين؛
مت 26-12وهذه، إذ أفاضت هذا الطيب على جسدي، إنما فعلته لأجل دفني.
مت 26-13ألحق أقول لكم: إنه حيثما كرز بهذا الإنجيل -في العالم كله- يخبر أيضا بما فعلت هذه، تذكارا لها".
خيانة يهوذا
مت 26-14عندئذ انطلق أحد الاثني عشر، المسمى يهوذا الإسخريوطي، الى رؤساء الكهنة،
مت 26-15وقال لهم: "ماذا تريدون أن تعطوني، وأنا أسلمه إليكم؟" فجعلوا له ثلاثين من الفضة.
مت 26-16ومنذئذ كان يطلب فرصة سانحة ليسلمه.
العشاء الفصحي
مت 26-17وفي اليوم الأول من الفطير، دنا التلاميذ إلى يسوع، وقالوا: "أين تريد أن نعد لك فتأكل الفصح؟"
مت 26-18قال: "إذهبوا الى المدينة، الى فلان، وقولوا له: المعلم يقول: إن زماني قد اقترب؛ فعندك أصنع الفصح مع تلاميذي".
مت 26-19ففعل التلاميذ كما أمرهم يسوع، وأعدوا الفصح.
مت 26-20ولما كان المساء اتكأ مع التلاميذ الاثني عشر.
مت 26-21وفيما هم يأكلون، قال: "ألحق أقول لكم: إن واحدا منكم سيسلمني".
مت 26-22فاستولى عليهم حزن شديد، وشرع كل واحد يقول له: "ألعلي أنا، يا رب؟"
مت 26-23فأجاب، وقال: "إن الذي غمس يده معي في الصحفة، هو الذي يسلمني!
مت 26-24إن ابن البشر ماض بحسب ما هو مكتوب عنه؛ ولكن، ويل لذلك الرجل الذي يسلم ابن البشر! فلقد كان خيرا لذلك الرجل أن لا يولد!"
مت 26-25فأجاب يهوذا الذي كان مزمعا أن يسلمه، وقال: "ألعلي أنا، رابي؟" فقال له: "أنت قلت!"
رسم الافخارستيا
مت 26-26وفيما هم يأكلون أخذ يسوع خبزا، وبارك، ثم كسر وأعطى التلاميذ، قائلا: "خذوا، كلوا، هذا هو جسدي".
مت 26-27ثم أخذ كأسا، وشكر، وأعطاهم، قائلا: "إشربوا منها كلكم؛
مت 26-28فإن هذا هو دمي، دم العهد [الجديد]، الذي يهراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا.
مت 26-29وأقول لكم: إني لن أشرب بعد من عصير الكرمة إلى اليوم الذي فيه أشربه معكم جديدا، في ملكوت أبي".
الانباء بجحود بطرس
مت 26-30ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون.
مت 26-31حينئذ قال لهم يسوع: "كلكم تضعفون بسببي، في هذه الليلة، لأنه مكتوب: سأضرب الراعي فتتبدد خراف القطيع.
مت 26-32ولكن، متى قمت أسبقكم الى الجليل".
مت 26-33أجاب بطرس، وقال له: "لو ضعف الجميع بسببك، ما ضعفت أنا البتة!"
مت 26-34فقال له يسوع: "ألحق أقول لك: إنك في هذه الليلة، وقبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات".
مت 26-35قال له بطرس: "لو اضطررت أن أموت معك، ما أنكرتك!" وهكذا قال أيضا جميع التلاميذ.
في بستان الزيتون
مت 26-36حينئذ جاء يسوع معهم إلى موضع يدعى جتسماني، وقال للتلاميذ: "أمكثوا ههنا ريثما أمضي الى هناك وأصلي".
مت 26-37ثم أخذ معه بطرس وابني زبدى، وطفق يحزن ويكتئب،
مت 26-38عندئذ قال لهم: "إن نفسي حزينة حتى الموت؛ فأقيموا ههنا واسهروا معي".
مت 26-39ثم تقدم قليلا، وسقط على وجهه، وصلى، قائلا: "يا أبتاه، إن أمكن، فلتجز عني هذه الكأس! ولكن، ليس ما أريد أنا، بل ما تريد أنت".
مت 26-40ثم جاء الى التلاميذ فوجدهم نائمين؛ فقال لبطرس: "هكذا! لم تقدروا أن تسهروا معي ساعة واحدة!
مت 26-41إسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة: إن الروح نشيط، أما الجسد فضعيف".
مت 26-42ثم مضى أيضا وصلى، قائلا: "يا أبتاه، إن كان لا يمكن أن تجوز هذه الكأس إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك!"
مت 26-43ورجع فوجدهم أيضا نائمين لأن عيونهم كانت ثقيلة؛
مت 26-44فتركهم ومضى أيضا، وصلى ثالثة، قائلا الكلام بعينه.
مت 26-45حينئذ جاء الى التلاميذ، وقال لهم: "ناموا الآن واستريحوا... ها قد دنت الساعة، وابن البشر يسلم إلى أيدي الخطأة!...
مت 26-46قوموا! هيا بنا! إن الذي يسلمني قريب".
القبض على يسوع
مت 26-47وفيما هو يتكلم، إذا يهوذا، أحد الاثني عشر، قد أقبل في جمع كثير، بسيوف وعصي، من قبل رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب.
مت 26-48وكان مسلمه قد أعطاهم هذه العلامة: "الذي أقبله هو هو، فأمسكوه!"
مت 26-49وفي الحال دنا إلى يسوع، وقال: "السلام، رابي!" وقبله.
مت 26-50فقال له يسوع: "أيها الصديق، إذهب في ما أنت فيه!" عندئذ تقدموا وألقوا أيديهم على يسوع، وأمسكوه.
مت 26-51وإن واحدا ممن كانوا مع يسوع، مد يده، واستل سيفه، وضرب غلام رئيس الكهنة، فقطع أذنه.
مت 26-52حينئذ قال له يسوع: "رد سيفك الى موضعه، لأن جميع الذين يأخذون السيف، يهلكون بالسيف.
مت 26-53أوتظن أني لا أستطيع أن أسأل أبي، فيقيم لي، في الحال، ما ينيف على اثنتي عشرة كتيبة من الملائكة!...
مت 26-54فكيف إذن تتم الكتب [القائلة]: إن هذا ما ينبغي أن يكون؟"
مت 26-55في تلك الساعة قال يسوع للجموع: "كأني بكم خرجتم على لص بسيوف وعصي لتأخذوني! كل يوم كنت أعلم، جالسا في الهيكل، ولم تمسكوني!..."
مت 26-56وإنما كان هذا كله لتتم كتب الأنبياء. عندئذ تركه التلاميذ كلهم؛ وهربوا.
يسوع امام رئيس الكهنة
مت 26-57وأما الذين قبضوا على يسوع فمضوا به إلى قيافا رئيس الكهنة، حيث اجتمع الكتبة والشيوخ.
مت 26-58وكان بطرس يتبعه من بعيد إلى دار رئيس الكهنة؛ ثم ولج إلى الداخل، وجلس بين الشرط ليرى العاقبة.
مت 26-59وكان رؤساء الكهنة، والمحفل كله أجمع، يطلبون على يسوع شهادة زور ليقتلوه؛
مت 26-60ولم يجدوا، مع أن شهود زور كثيرين قد تقدموا. أخيرا تقدم شاهدا زور،
مت 26-61وقالا: "إن هذا الرجل قال: في وسعي أن أهدم هيكل الله وأبنيه في ثلاثة أيام".
مت 26-62فقام رئيس الكهنة، وقال له: "أما تجيب بشيء! ماذا يشهد به هذان عليك!"
مت 26-63أما يسوع فكان صامتا. فقال له رئيس الكهنة: "أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح، ابن الله".
مت 26-64فقال له يسوع: "أنت قلت. وأيضا أقول لكم، إنكم منذ الآن تبصرون ابن البشر جالسا عن يمين القدرة، وآتيا على سحاب السماء".
مت 26-65عندئذ شق رئيس الكهنة ثيابه، وقال: "لقد جدف! فما حاجتنا بعد إلى شهود؟ ها إنكم قد سمعتم تجديفه!
مت 26-66فماذا ترون؟" أجابوا: "إنه يستوجب الموت".
مت 26-67عندئذ بصقوا في وجهه، ولطموه؛ وآخرون لكموه،
مت 26-68قائلين: "تنبأ لنا، يا مسيح! [قل] من الذي ضربك؟"
جحود بطرس
مت 26-69وأما بطرس فكان جالسا خارجا في الدار. فتقدمت إليه جارية، وقالت: "أنت أيضا كنت مع يسوع الجليلي!".
مت 26-70فأنكر قدام الجميع، قائلا: "لا أدري ما تقولين!"
مت 26-71ثم تقدم نحو البوابة فرأته أخرى، فقالت للذين هناك: "هذا كان مع يسوع الناصري".
مت 26-72فأنكر أيضا بقسم، وقال: "إني لا أعرف الرجل!"
مت 26-73وبعد قليل، تقدم القائمون هناك، وقالوا لبطرس: "في الحقيقة أنت أيضا منهم: فإن لهجتك تشهد عليك!"
مت 26-74فأخذ حينئذ يلعن ويحلف: "إني لا أعرف الرجل!". وصاح للوقت ديك.
مت 26-75فذكر بطرس الكلام الذي قاله يسوع: "إنك، قبل أن يصيح الديك، تنكرني ثلاث مرات". فمضى إلى خارج، وبكى بكاء مرا.