الترجمة البولسية

البشارة كما دوّنها متى

طلب آية من السماء1 وتقدم إليه الفريسيون والصدوقيون، وسألوه، ليجربوه، أن يريهم آية من السماء.2 فأجاب، وقال لهم: "إذا كان المساء قلتم: [أليوم] صحو! لأن السماء محمرة؛3 وفي الصباح: اليوم عاصفة! لأن السماء محمرة كالحة. إنكم تعرفون أن تتأولوا وجه السماء، وعلامات الأزمنة لا تستطيعون أن تميزوها!4 جيل شرير فاسق! إنه يطلب آية، ولن يعطى آية إلا آية يونان!" ثم تركهم ومضى.5 وفيما التلاميذ يعبرون الى الشاطئ الآخر -وكانوا قد نسوا أن يأخذوا معهم خبزا-6 قال لهم يسوع: "إنتنبهوا! إياكم وخمير الفريسيين والصدوقيين!"7 ففكروا في أنفسهم، وقالوا: "ذلك، لأننا لم نأخذ معنا خبزا".8 فعرف يسوع فقال: "لم تفكرون في أنفسكم، يا قليلي الإيمان، أنكم ليس معكم خبز؟9 أفلا تذكرون الخمسة الأرغفة للخمسة الآلاف وكم قفة رفعتم منها؟10 ولا السبعة الأرغفة للأربعة الآلاف وكم سلة رفعتم منها؟11 كيف لا تفهمون أني لست في شأن الخبز قلت لكم: إياكم وخمير الفريسيين والصدوقيين؟".12 عندئذ فهموا أنه يحذرهم لا من خمير الخبز، بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين.اعتراف بطرس بالوهة يسوع13 ولما انتهى يسوع إلى ضواحي قيصرية فيليبس، سأل تلاميذه، قائلا: "من ترى، ابن البشر في نظر الناس؟".14 قالوا: "بعضهم يقولون: إنه يوحنا المعمدان؛ وغيرهم: إنه إيليا؛ وغيرهم: إنه إرميا أو واحد من الأنبياء".15 فقال لهم: "وفي نظركم، أنتم، من أنا؟".16 أجاب سمعان بطرس، وقال: "أنت المسيح، ابن الله الحي!".17 أجاب يسوع، وقال له: "طوبى لك، يا سمعان باريونا، فإنه ليس اللحم والدم أعلنا لك هذا، بل أبي الذي في السماوات.18 وأنا أقول لك: أنت صخر وعلى هذه الصخرة سأبني كنيستي؛ وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.19 وسأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات: فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات، وما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات".20 ثم أوصى التلاميذ بأن لا يقولوا لأحد: إنه المسيح.يسوع يُنبئ بموته21 ومنذئذ شرع يسوع يبين لتلاميذه أنه ينبغي له أن يمضي الى أورشليم، ويتعذب كثيرا من قبل الشيوخ، ورؤساء الكهنة، والكتبة؛ وأن يقتل، وأن يقوم في اليوم الثالث.22 فاجتذبه بطرس إليه، وطفق يزجره، قائلا: "معاذ الله، يا رب! لا، لن يكون ذلك البتة!"23 أما هو فالتفت، وقال لبطرس: "إذهب خلفي، يا شيطان! إنك لي معثرة؛ لأن أفكارك ليست أفكار الله، بل أفكار الناس".الشروط لاتباع يسوع24 حينئذ قال يسوع لتلاميذه: "من أراد أن يتبعني، فليكفر بنفسه، وليحمل صليبه، ويتبعني.25 من أراد أن يخلص نفسه أضاعها، ومن أضاع نفسه من أجلي وجدها.26 وماذا ينفع الإنسان أن يربح العالم كله، إذا خسر نفسه؟ أم ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟27 فإن ابن البشر سوف يأتي في مجد أبيه، مع ملائكته، وعندئذ يجازي كل أحد بحسب أعماله.28 فالحق أقول لكم: إن في القائمين ههنا من لا يذوقون الموت، حتى يروا ابن البشر آتيا في ملكوته".