الحَمَل يفضّ الأَختامَ السَّبعة1 وتوالت رؤياي فرأيت الحمل يفض أول الأختام السبعة. وسمعت أول الأحياء الأربعة يقول بصوت كالرعد: (( تعال! )).2 فرأيت فرسا أبيض قد ظهر، وكان الراكب عليه يحمل قوسا، فأعطي إكليلا فخرج غالبا و لكي يغلب.3 ولما فض الختم الثاني، سمعت الحي الثاني يقول:(( تعال! ))4 فخرج فرس آخر، أشقر، وإلى الراكب عليه وكل أن يرفع السلام عن الأرض، فيذبح الناس بعضهم بعضا. فأعطي سيفا كبيرا.5 ولما فض الختم الثالث، سمعت الحي الثالث يقول:(( تعال ! )) فرأيت فرسا أدهم، وكان بيد الراكب عليه ميزان.6 وسمعت ما يشبه صوتا بين الأحياء الأربعة يقول: (( مكيال قمح بدينار، وثلاثة مكاييل شعير بدينار، وأما الزيت والخمر فلا تنزل بهما ضررا )) .7 ولما فض الختم الرابع، سمعت الحي الرابع يقول: (( تعال! ))8 فرأيت فرسا ضاربا إلى الخضرة، واسم الراكب عليه الطاعون، وكان مثوى الأموات يتبعه، فأوليا السلطان على ربع الدنيا ليقتلا بالسيف والمجاعة والطاعون ووحوش الأرض.9 ولما فض الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين ذبحوا في سبيل كلمة الله والشهادة التي شهدوها.10 فصاحوا بأعلى أصواتهم: (( حتام، يا أيها السيد القدوس الحق، تؤخر الإنصاف والانتقام لدمائنا من أهل الأرض! ))11 فأعطي كل منهم حلة بيضاء، وأمروا بأن يصبروا وقتا قليلا إلى أن يتم عدد أصحابهم وإخوتهم الذين سيقتلون مثلهم.12 وتوالت رؤياي فرأيت الحمل يفض الختم السادس، فحدث زلزال شديد واسودت الشمس كمسح من شعر، والقمر قد صار كله مثل الدم ,13 كواكب السماء قد تساقطت إلى الأرض كما تساقط التينة ثمارها الفجة، إذا هزتها ريح عاصف،14 والسماء قد طويت طي السفر، وكل جبل وجزيرة قد تزعزعت،15 وملوك الأرض والعظماء والقواد والأغنياء والأقوياء وكل عبد وحر قد تواروا في المغاور وفي صخور الجبال16 وهو يقولون للجبال والصخور: (( أسقطي علينا وغطينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الحمل.17 فقد جاء اليوم العظيم، يوم غضبهما، فمن يقوى على الثبات؟ )) .