3. جمع الهبات - ما يدعو إلى السخاء1 نُخبِرُكُم، أَيُّها الإِخوَة، بِنِعمَةِ اللهِ الَّتي مَنَّ بها على كَنائِسِ مَقْدونِيَة.2 فإِنَّهُم معَ كَثْرَةِ الشَّدائِدِ الَّتي امتُحِنوا بِها، قد فاضَ فَرَحُهمُ العَظيم وفَقْرُهمُ الشَّديد بِكُنوزٍ مِنَ السَّخاء.3 وأَشهَدُ أَنَّهُم على قَدْرِ طاقَتِهِم، بل فَوقَ طاقَتِهِم وبدافِعٍ مِن أَنْفُسِهِم،4 سَأَلونا مُلِحِّينَ أَن نَمُنَّ علَيهِم بِالاِشتِراكِ في هذه الخِدمَةِ لِلقِدّيسين.5 فتَجاوَزوا مَا كُنَّا نَرْجوه، فوَهَبوا أَنفُسَهُم لِلرَّبِّ أَوَّلاً، ثُمَّ لَنا بِمَشيئَةِ الله.6 فسَأَلْنا طيطُسَ أَن يُتِمَّ عِندَكُم عَمَلَ الإِحسانِ كَما ابتَدَأَ بِه مِن قَبْلُ.7 وكَما يَفيضُ عِندَكم كُلُّ شَيء: الإِيمانُ والبَلاغَة والمَعرِفَةُ والحَمِيَّةُ لِكُلِّ شَيء وما أَفَدْناكُم بِه مِنَ المَحبَّة، فلْيَفِضْ كذلِك عِندَكم عَمَلُ الإِحسانِ هذا.8 ولا أَقولُ ذلِك على سَبيلِ الأَمْر، ولكِنِّي أَتَّخِذُ مِن حَمِيَّةِ سِواكُم وَسيلَةً لامتِحانِ صِدْقِ محبَّتِكُم.9 فأَنتُم تَعلَمونَ جُودَ رَبِّنا يسوعَ المسيح: فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه.10 فهذا رأَيٌ أُبْدِيهِ في هذا الأَمْر، وهذا يَصلُحُ لَكم. فلَم يَقتَصِرِ الأَمرُ على أَنَّكم كُنتُم أَوَّلَ مَن قامَ بِالعَمَل، بل كُنتُم أَوَّلَ مَن عَزَمَ علَيه مُنذُ العامِ الماضي.11 أَمَّا الآن فأَتِمُّوا العَمَلَ لِيَكونَ الإِتْمامُ على قَدْرِ طاقَتِكم ووَفقًا لِشِدَّةِ الرَّغبَة،12 لأَنَّه متَى وُجِدَتِ الرَّغبَة، لَقِيَ المَرءُ قَبولاً حَسَنًا على قَدْرِ ما عِندَه، لا على قَدْرِ ما لَيسَ عِندَه.13 فلَيسَ المُرادُ أَن يَكونَ الآخَرونَ في يُسْرٍ وتَكونوا أَنتُم في عُسْر، بَلِ المُرادُ هو المُساواة.14 فإِذا سَدَّتِ في الوَقتِ الحاضِرِ سَعَتُكُم ما بِهِم مِن عَوَز، سَدَّت سَعَتُهُم عَوَزَكُم في المُستَقبَل، فحَصَلَتِ المُساواةُ،15 كَما وَرَدَ في الكِتاب: (( المُكْثِرُ لم يَفْضُلْ عَنه والمُقِلُّ لم يَنْقُصْه شيء )).توصية بالموفَدين16 الشُّكرُ للّه الَّذي جَعَلَ في قَلْبِ طيطُسَ هذه الحَميَّةَ لَكم،17 فقد لَبَّى دَعوَتي، بل ذَهَبَ إِلَيكُم بدافع مِن نَفْسِه لِشِدَّةِ اهتِمامِه.18 وبَعَثْنا مَعه بِالأَخِ الَّذي تُثْني علَيه الكَنائِسُ كُلُّها فيما يَعودُ إِلى البِشارة.19 ولا يَقتَصِرُ الأَمرُ على ذلك، بَل إِنَّ الكَنائِسَ اخْتارَته رَفيقًا لَنا في السَّفَرِ مِن أَجْلِ عَمَلِ الإِحْسانِ هذا وهو خِدمةٌ نَقومُ بِها لِمَجْدِ اللهِ وتَلبِيَةً لِرَغبَتِنا.20 وإِنَّنا نَحرَصُ على أَلاَّ يلومَنا أَحَدٌ في أَمرِ هذا المِقْدارِ العَظيمِ مِنَ المالِ الَّذي نَحنُ مَسْؤولونَ عنه،21 لأَنَّنا نَهتَمُّ بما هو حَسَن، لا أَمامَ اللهِ وَحدَه، بل أَمامَ النَّاسِ أَيضًا.22 وقد بَعَثنا معَهما بأَخينا الَّذي اختَبَرْنا اجتِهادَه مَرَّاتٍ كَثيرةً في أَحْوالٍ كَثيرة، وهو الآنَ أَكثرُ اجتِهادًا لِما لَه مِن ثِقَةٍ كَبيرةٍ بِكُم.23 أَمَّا طيطُس فهُو رَفيقي ومُعاوِني عِندَكُم، أَمَّا أَخَوانا فهُما مَنْدوبا الكَنائِسِ ومَجْدُ المسيح.24 فأَبْدُوا لَهم أَمامَ الكَنائِسِ بُرهانَ مَحبَّتِكُم وافتِخارِنا بِكُم عِنَدهم .