4. قيامة الأموات1 أذكركم أيها الإخوة البشارة التي بشرتكم بها وقبلتموها ولا تزالون عليها ثابتين،2 وبها تنالون الخلاص إذا حفظتموها كما بشرتكم بها، وإلا فقد آمنتم باطلا.3 سلمت إليكم قبل كل شيء ما تسلمته أنا أيضا، وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا كما ورد في الكتب،4 وأنه قبر وقام في اليوم الثالث كما ورد في الكتب،5 وأنه تراءى لصخر فالاثني عشر،6 ثم تراءى لأكثر من خمسمائة أخ معا لا يزال معظمهم حيا وبعضهم ماتوا،7 ثم تراءى ليعقوب، ثم لجميع الرسل،8 حتى تراءى آخر الأمر لي أيضا أنا السقط.9 ذلك بأني أصغر الرسل، ولست أهلا لأن أدعى رسولا لأني اضطهدت كنيسة الله،10 وبنعمة الله ما أنا عليه، ونعمته علي لم تذهب سد ى، فقد جهدت أكثر منهم جميعا، وما أنا جهدت، بل نعمة الله التي هي معي.11 أفكنت أنا أم كانوا هم، هذا ما نعلنه وهذا ما به آمنتم.12 فإذا أعلن أن المسيح قام من بين الأموات، فكيف يقول بعضكم إنه لا قيامة للأموات؟13 فإن لم يكن للأموات من قيامة، فإن المسيح لم يقم أيضا.14 وإن كان المسيح لم يقم، فتبشيرنا باطل وإيمانكم أيضا باطل.15 بل نكون عندئذ شهود زور على الله، لأننا شهدنا على الله أنه قد أقام المسيح وهو لم يقمه، هذا إن صح أن الأموات لا يقومون.16 فإذاكان الأموات لا يقومون، فالمسيح لم يقم أيضا.17 وإذا لم يكن المسيح قد قام، فإيمانكم باطل ولا تزالون بخطاياكم،18 وإذا فالذين ماتوا في المسيح قد هلكوا .19 وإذا كان رجاؤنا في المسيح مقصورا على هذه الحياة، فنحن أحق جميع الناس بأن يرثى لهم.20 كلا! إن المسيح قد قام من بين الأموات وهو بكر الذين ماتوا.21 عن يد إنسان أتى الموت فعن يد إنسان أيضا تكون قيامة الأموات،22 وكما يموت جميع الناس في آدم فكذلك سيحيون جميعا في المسيح،23 كل واحد ورتبته. فالبكر أولا وهو المسيح، ثم الذين يكونون خاصة المسيح عند مجيئه.24 ثم يكون المنتهى حين يسلم الملك إلى الله الآب بعد أن يكون قد أباد كل رئاسة وسلطان وقوة .25 فلا بد له أن يملك (( حتى يجعل جميع أعدائه تحت قدميه )).26 وآخر عدو يبيده هو الموت،27 لأنه ((أخضع كل شيء تحت قدميه )). وعندما يقول : (( قد أخضع كل شيء ))، فمن الواضح أنه يستثني الذي أخضع له كل شيء.28 ومتى أخضع له كل شيء، فحينئذ يخضع الابن نفسه لذاك الذي أخضع له كل شيء، ليكون الله كل شيء في كل شيء.29 وإذا كان الأمر على خلاف ذلك، فما ترى يعمل الذين يعتمدون من أجل الأموات؟ وإذا كان الأموات لا يقومون البتة، فلماذا يعتمدون من أجلهم؟30 ولماذا نتعرض نحن للخطر كل حين؟31 أشهد، أيها الإخوة، بما لي من فخر بكم في ربنا يسوع المسيح،أني أواجه الموت كل يوم.32 فإذا كنت قد حاربت الوحوش في أفسس، على ما يقول الناس، فأية فائدة لي؟ وإذا كان الأموات لا يقومون، (( فلنأكل ولنشرب فإننا غدا نموت )).33 لا تضلوا: (( إن المعاشرات الرديئة تفسد الأخلاق السليمة )) .34 إصحوا كما ينبغي ولا تخطأوا، لأن بينكم قوما يجهلون الله كل الجهل. لإخجالكم أقول ذلك!كيف تكون القيامة35 ورب قائل يقول: (( كيف يقوم الأموات؟ في أي جسد يعودون؟ ))36 يا لك من غبي! ما تزرعه أنت لا يحيا إلا إذا مات.37 وما تزرعه هو غير الجسم الذي سوف يكون، ولكنه مجرد حبة من الحنطة مثلا أو غيرها من البزور،38 وإن الله يجعل لها جسما كما يشاء، يجعل لكل من البزور جسما خاصا.39 ليست الأجسام كلها سواء، فللناس جسم وللماشية جسم آخر، وللطير جسم وللسمك جسم آخر،40 ومنها أجرام سماوية وأجسام أرضية، فللأجرام السماوية ضياء وللأجسام الأرضية ضياء آخر.41 الشمس لها ضياء والقمر له ضياء آخر، وللنجم ضياء، وكل نجم يختلف بضيائه عن الآخر .42 وهذا شأن قيامة الأموات. يكون زرع الجسم بفساد والقيامة بغير فساد.43 يكون زرع الجسم بهوان والقيامة بمجد. يكون زرع الجسم بضعف والقيامة بقوة.44 يزرع جسم بشري فيقوم جسما روحيا. وإذا كان هناك جسم بشري، فهناك أيضا جسم روحي،45 فقد ورد في الكتاب: (( كان آدم الإنسان الأول نفسا حية )) وكان آدم الآخر روحا محييا.46 ولكن لم يظهر الروحي أولا، بل البشري، وظهر الروحي بعده.47 الإنسان الأول من التراب فهو أرضي، والإنسان الآخر من السماء.48 فعلى مثال الأرضي يكون الأرضيون، وعلى مثال السماوي يكون السماويون.49 وكما حملنا صورة الأرضي، فكذلك نحمل صورة السماوي.50 أقول لكم، أيها الإخوة، إن اللحم والدم لا يسعهما أن يرثا ملكوت الله، ولا يسع الفساد أن يرث ما ليس بفساد.51 وأني أقول لكم سرا: إننا لا نموت جميعا، بل نتبدل جميعا،52 في لحظة وطرفة عين، عند النفخ في البوق الأخير. لأنه سينفخ في البوق، فيقوم الأموات غير فاسدين ونحن نتبدل.53 فلا بد لهذا الكائن الفاسد أن يلبس ما ليس بفاسد، ولهذا الكائن الفاني أن يلبس الخلود.نشيد النصر54 ومتى لبس هذا الكائن الفاسد ما ليس بفاسد، ولبس الخلود هذا الكائن الفاني، حينئذ يتم قول الكتاب: (( قد ابتلع النصر الموت )) فأين يا موت نصرك؟ وأين يا موت شوكتك؟56 إن شوكة الموت هي الخطيئة، وقوة الخطيئة هي الشريعة.57 فالشكر لله الذي آتانا النصر عن يد ربنا يسوع المسيح!58 فكونوا إذا، يا إخوتي الأحباء، ثابتين راسخين، متقدمين في عمل الرب دائما، عالمين أن جهدكم لا يذهب سد ى عند الرب.