2. سليمان والتماس الحكمة - على المُلوكِ أن يطلبوا الحكمة1 فاْسمَعوا أيّها المُلوكُ واْفهَموا! وتَعَلَّموا يا قُضاةَ أَقاصي الأَرض!2 أَصْغوا أيّها المُتَسَلِّطونَ على الجَماهير والمُفتَخِرونَ بجُموعِ أُمَمِكم!3 لأَنَّ سُلْطانَكمَ مِنَ الرَّبّ وقدرَتَكم مِنَ العَلِيّ وهو الَّذي سيَفحَصُ أَعْمالَكم ويَسْتَقْصي نِيَّاتِكم.4 فإِنَّكم أَنتُمُ الخادِمينَ لِمُلكِه لم تَحكموا بِالصَّوابِ ولم تَحفَظوا الشَّريعة ولم تَسيروا بحَسَبِ مَشيئَةِ الله.5 فسَيَطلعُ علَيَكم مَطلَعًا مُخيفًا وسَريعًا لأَنَّ حُكْمًا لا يْشفِقُ يُجْرى على الوُجَهاء.6 فإِنَّ الصَّغير أهْل اِلرَّحمَة.أَماَّ أَرْبابُ القُوَّةِ فبِقَوَّةٍ يُفحَصون.7 وسَيِّدُ الجميع لا يَتَراجعُ أَمامَ أَحَد ولا يَهابُ العَظَمَة لأَنَّ الصَّغير والكَبير هو صَنَعَهما وهو يَعتَني بِالجَميعِ على السَّواء.8 لكِنَّ المُقتَدِرينَ يَنتَظِرْهم تَحْقيقٌ شَديد.9 فإِلَيكم أيّها الملوكْ أوَجَهُ كَلامي لِكَي تَتَعَلَّموا الحِكمةَ ولا تَزِلوا10 فإِنَّ الَّذينَ يَحفَظونَ بقَداسةٍ ما هو مقَدَّسٌ يُشهَدُ لَهم بِالقَداسة والَّذينَ يَتَعَلَّموَنه يَجِدون فيه دِفاعًا.11 فاْرغَبوا في كلامي واصبوا إليه تَتَأدَّبوا.الحِكمة تأتي لِمُلاقاةِ الإنسان12 الحِكمةُ ساطِعةٌ لا تَذبُل تَسهُلُ مُشاهَدَتُها على الَّذين يْحِبَونَها وَيهتَدي إِلَيها الَّذينَ يَلتَمِسونَها.13 تَسبِقُ فتُعَرِّفُ نَفْسَها إِلى الَّذين يَرغَبون فيها.14 ومَن بَكَّر َفي طَلَبِها لا يَتعَب لأنّه يَجِدُها جالِسةً عِندَ بابه.15 فالتَّأَمُّلُ فيها كَمالُ الفِطنَة ومَن سَهِرَ لأَجلِها لا يَلبَثُ أَن يَخلُوَ مِنَ الهُموم.16 لأَنَّ الَّذينَ أَهلٌ لَها هي الَّتي تَجولُ في طَلَبِهم وفي سُبُلِهم تَظهَرُ لَهم بِعَطْف وفي كُل خاطِرٍ يَخطر لَهم تأتي لِمُلاقاتِهما.17 فأَوَّلُها الرَّغبَةُ الصَّادِقَةُ في التَّأديب والاْهتمامُ بِالتَّأديبِ هو المَحبَة18 والمَحبَةُ هي حِفظُ شَرائِعِها ومراعاةُ الشَّراٍئع هي ضَمانُ عَدَمِ الفَساد19 وعَدَمُ الفَسَادِ هو التَّقرُبُ إِلى الله.20 فالرَّغبَةُ في الحِكمَةِ تَقودُ إلى المَلَكوت.21 فإِن طابَت لَكُمُ العُروش والصَّوالِجَة يا مُلوكَ الشُّعوب فأَكرِموا الحِكمَةَ لِكَي تملِكوا لِلأَبَدسُلَيمانُ يَصِفُ الحكمة22 وأَنا أخبِرُكم ما الحِكمَةُ كيفَ نَشأت ولا أَكتُمُ عَنكمُ الأَسْرار. لكِنِّي أتَقَصَّاها مِنِ أَوَّلِ نَشأَتِها وأَجعَلُ مَعرِفَتَها بَيَنة ولا أَحيدُ عن الحَقّ23 ولا أَسيرُ مع الحَسَدِ المُذيب لأنّه لا حَظَّ لَه في الحِكمَة.24 إِنَّ كَثرَةَ الحُكَماءِ خَلاصُ العالَم والمَلِكَ الفَطِنَ ثَباتُ الشَّعْب.25 فتأَدَّبوا بِأَقوالي تَستَفيدوا مِنْها.