3. عمل الحكمة في التاريخ - من آدم إلى موسى1 هي التي سهرت على أول من جبل أبي العالم بعد أن خلق وحيدا وأنقذته من زلته2 وأعطته قوة ليتسلط على كل شيء.3 ولما ارتد عنها ظالم في غضبه هلك في حنقه الذي قتل به أخاه.4 ولما غمر الطوفان الأرض بسببه عادت الحكمة فخلصتها إذ هدت البار بخشب حقير.5 ولما أجمعت الأمم على الشر فأخزيت معا فهي التي عرفت البار وصانته بلا عيب أمام الله وحفظته أقوى من حنانه لولده.6 وهي التي أنقذت البار لما هلك الكافرون وكان هاربا من النار الهابطة على المدن الخمس.7 ولا تزال هناك للشهادة على شرهم أرض مقفرة يسطع منها دخان ونبات يثمر ثمرا لا ينضج في أوانه وعمود من ملح قائم تذكارا لنفس لم تؤمن.8 والذين حادوا عن الحكمة لم يقتصر ضررهم على عدم معرفة الخير ولكنهم تركوا للأحياء ذكرا لحماقتهم بحيث لا يستطيعون كتمان عثراتهم.9 لكن الحكمة أنقذت خدامها من أتعابهم.10 وهي التي هدت البار الهارب من غضب أخيه سبلا مستقيمة وأرته ملكوت الله وآتته معرفة المقدسات وأنجحته في أتعابه كثرت ثمر أعماله.11 ونصرته على طمع مضايقيه وأغنته.12 ووقته من أعدائه وحمته من الكامنين له وحكمت له في قتال شديد لكي يعلم أن التقوى أقدر من كل شيء.13 وهي التي لم تترك البار الذي باعوه بل نشلته من الخطيئة ونزلت معه في الجب14 ولم تفارقه في القيود حتى أتته بصولجان الملك وبسلطان على الذين كانوا متسلطين عليه فكذبت الذين كانوا يأخذون عليه المآخذ وآتته مجدا أبديا.الخروج15 وهي التي أنقذت شعبا مقدسا وذرية لا عيب فيها من أمة مضايقين16 وحلت نفس عبد للرب وقاومت ملوكا مرهوبين بخوارق وآيات.17 وجزت القديسين ثواب أتعابهم وهدتهم طريقا عجيبا وكانت لهم ملجأ في النهار وضياء نجوم في الليل.18 وعبرت بهم البحر الأحمر وجازت بهم غزير المياه.19 أما أعداؤهم فأغرقتهم ثم قذفتهم من أعماق الغمار.20 ولذلك فالأبرار سلبوا الكافرين وأشادوا باسمك القدوس أيها الرب وحمدوا بقلب واحد يدك التي حمتهم21 لأن الحكمة فتحت أفواه الخرس وأوضحت ألسنة الأطفال.