القسم الثاني - الموت1 لِكُلِّ أَمرٍ أَوان ولكُلِّ غَرَض تَحتَ السَّماءَ وَقْت.2 لِلوِلادَةِ وَقت وللمَوتِ وَقْت لِلغَرْسِ وَقتٌ ولقَلعِْ المَغْروسِ وَقْت3 لِلقتْلِ وَقْتٌ وللمُداواةِ وَقْت لِلهَدْمِ وَقتٌ وللبناءَ وَقْت4 لِلبُكاءِ وَقتٌ وللضًّحِكِ وَقْت لِلنَّحيبِ وَقتٌ وللرقصِ وَقْت ْرَمْيِ الحِجارَةِ وَقت ولجَمْعِ5 لحِجارة وَقْت لِلمُعانَقَةِ وَقت وللإِمْساكِ عنِ المُعانَقَةِ وَقْت6 لِلبَحثِ وَقتٌ وللإِضاعَةِ وَقْت لِلحِفْظِ وَقتٌ وللرَّمْيِ وَقْت7 لِلتَّمْزيقِ وَقتٌ وللخِيَاطةِ وَقْت لِلصَّمْتِ وَقتٌ وللنُّطقِ وَقْت8 لِلحُبِّ وَقتٌ وللبُغْضِ وَقْت لِلحَرْبِ وَقتٌ وللصُّلْحِ وَقْت.9 فأَيّ فائِدَةٍ لِلعامِلِ مِمَّا يُعانيه؟10 إنِّي رَأَيتُ العَمَلَ الَّذي جَعَلَه اللهُ لِبَني البَشَرِ لِيَعملوه:11 صَنعً كُلَّ شَيءً حَسَنًا في وَقتِه وجَعَلَ الأَبَدَ في قُلوبِهم مِن غَيرِ أَن يُدرِكَ الإِنسانُ أَعْمالَ اللّه مِنَ البِدايَةِ إِلى النِّهاية.12 فعَلِمتُ أنّه لا خَيرَ لِلإِنسان سَوى أَن يَفرَحَ وتَطيبَ نَفسُه في حَياتِه13 وأَنَّ كُلَّ إِنسانٍ يأكُلُ وَيشرَب وَيذوقُ هَناءَ كلِّ تَعَبِه إِنَّما ذلك عَطِيَّة مِنَ الله.14 وعَلِمتُ أَنَّ كُلَّ ما يَعمَلُه اللهُ يَدومُ لِلأَبَد لا يُزادُ علَيه ولا يُنقَصُ مِنه وقد عَمِلَه اللهُ لِيَخشَوه.15 ما كانَ قَبْلاً فهُو الآن وما سَيَكونُ كانَ قَبْلاً واللهُ يَبحَثُ عنِ المُضطَهَد.16 ورأَيتُ أَيضًا تَحتَ الشَّمْس: في مَكانِ الحَقِّ شَرًّا وفي مَكانِ البِرِّ شِرِّيرًا.17 فقُلتُ في قَلْبي: ((إِنَّ البارَّ والشِّرِّيرَ يَدينُهما الله. لأَن لِكُلَ غَرَضٍ وَقتًا لكِن على كُلِّ عَمَلٍ حِساب)).18 وقُلتُ في قلْبي: ((في شأنِ بَني البَشَر: فلِيَمتَحِنَهمُ الله ً ويَرَوا أَنَّهم بَهائِم.19 لأَنَّ مَصيرَ بَني البَشَرِ هو مَصيرُ البَهيمة ولَهما مَصيرٌ واحِد: كما تَموتُ هي يَموت هو ولكِليهِما نَفَسٌ واحِد. فلَيسَ الإِنسانُ أَفضَلَ مِنَ البَهيمَة لأَنَّ كُلَّ شيَءً باطِل.20 كُلُّ شَيءٍ يَذهَبُ إِلى مَكانٍ واحِد كانَ كُلُ شيَءٍ مِنَ التُراب كلّ شيَءٍ إلى التُّرابِ يَعود.21 مَن يَدْري هل نَفَسُ بَني البَشَرِ يَصعَدُ إِلى العَلاء ونَفَسُ البَهيمَةِ يَنزِلُ إِلى الأَسفَل إلى الأَرْض؟22 فرَأَيتُ أَنَّهُ لا شيءَ خَيرٌ مِن أَن يَفرَحَ الإنْسانُ بِأَعْمالِه ذلِكَ نَصيبُه، لأَنّه مَنِ الَّذي يَذهَبُ بِه لِيَرى ما سَيَكونُ بَعدَه ))؟