الترجمة الكاثوليكية

سفر المكّابيِّن الثّاني

5. انتصار الدين اليهودي - موت المضطهِد وتطهير الهيكل - يهوذا المكّابيّ يثور
2مك 8-1وكان يهوذا المكايي ومن معه يتسللون إلى القرى ويدعون إليهم أبناء جنسهم ويضمون إليهم الذين ثبتوا على دين اليهود، حتى جمعوا نحو ستة آلاف.
2مك 8-2وكانوا يبتهلون إلى الرب أن ينظر إلى الشعب الذي أصبح يدوسه كل أحد، ويعطف على الهيكل الذي دنسه الكافرون،
2مك 8-3ويرحم المدينة المتهدمة والتي أشرفت على الزوال، ويصغي إلى صوت الدماء الصارخة إليه،
2مك 8-4ويذكر إهلاك الأطفال الأبرياء ظلما والتجاديف على آسمه، ويظهر بغضه للشر.
2مك 8-5ولما أصبح المكابى على رأس جيش، لم تعد الأمم تثبت أمامه، إذ آستحال سخط الرب إلى رحمة.
2مك 8-6فجعل يفاجئ المدن والقرى ويحرقها، حتى إذا آستولى على مواقع توافقه، هزم الأعداء الكثيرين.
2مك 8-7وكان أكثر غاراته في جنح الليل، فذاع خبر شجاعته في كل مكان.
حملة نِكانور وجُرجيّاس
2مك 8-8فلما رأى فيلبس أن هذا الرجل آخذ في التقدم شيئا فشيئا وأن آنتصاراته تتزايد، كتب إلى بطليمس، قائد بقاع سورية وفينيقية، يسأله النجدة لشؤون الملك.
2مك 8-9فآختار لساعته نكانور بن بتركلس، من خواص أصدقاء الملك، وجعل تحت يده لا أقل من عشرين ألفا من مختلف الأمم، ليستأصل ذرية اليهود عن آخرهم، وضم إليه جرجياس، وهو من القواد المحنكين في شؤون الحرب.
2مك 8-10فعزم نكانور أن يؤخذ من مبيع اليهود المسبيين جزية ألفي القنطار التي كانت للرومانيين على الملك.
2مك 8-11وأرسل لوقته إلى مدن الساحل يدعو إلى شراء عبيد يهود، مسعرا كل تسعين عبدا بقنطار، ولم يخطر له ما سيحل به من عقاب القدير.
2مك 8-12فبلغ يهوذا خبر قدوم نكانور، فأخبر الذين معه بمجيء الجيش،
2مك 8-13فهرب الخائفون وقليلو الإيمان ببر الله وهاجروا إلى أماكن أخرى.
2مك 8-14وباع الآخرون كل ما كان باقيا لهم، وكانوا يبتهلون إلى الرب أن ينقذ من نكانور الكافر من باعهم قبل الملتقى،
2مك 8-15وإن لم يكن ذلك من أجلهم، فمن أجل العهود المقطوعة مع آبائهم وحرمة آسمه العظيم الذي أطلق عليهم.
2مك 8-16فحشد المكابي رجاله وهم ستة آلاف، وحرضهم أن لا يرتاعوا من الأعداء ولا يخافوا من كثرة الأمم المجتمعة عليهم ظلما، وأن يقاتلوا ببأس،
2مك 8-17جاعلين نصب عيونهم الإهانة الأثيمة التي ألحقوها بالمكان المقدس وما أنزلوه بالمدينة من سوء المعاملة والعار، مع القضاء على سنن الآباء.
2مك 8-18وقال: (( إن هؤلاء إنما يتوكلون على سلاحهم وأعمالهم الجريئة، وأما نحن فنتوكل على الله القدير الذي يستطيع بايماءة واحدة أن يصرع الزاحفين علينا، بل العالم بأسره )).
2مك 8-19ثم ذكر لهم النجدات التي أمد بها آباؤهم، وما كان من إبادة المئة والخمسة والثمانين ألفا على عهد سنحاريب،
2مك 8-20وما كان من المعركة التي شنوها على الغلاطيين في بابل، كيف برز اليهود للقتال وهم ثمانية آلاف رجل، ومعهم أربعة آلاف من المقدونيين، وكيف، حين أصبح المقدونيون في وضع حرج، أهلك أولئك الثمانية الآلاف مئة وعشرين ألفا بالنجدة التي أتتهم من السماء، وعادوا بغنيمة وافرة.
2مك 8-21وبعدما شددهم بهذا الكلام حتى أصبحوا مستعدين للموت في سبيل الشريعة والوطن، قسمهم إلى أربع فرق.
2مك 8-22وأقام كل واحد من إخوته، سمعان ويوسف ويوناتان، قائدا على فرقة، وجعل تحت يده ألفا وخمس مئة رجل.
2مك 8-23ثم أمر عزرا أن يتلو عليهم الكتاب المقدس، وجعل لهم كلمة السر (( نجدة الله ))، ثم آتخذ قيادة الكتيبة الأولى وحمل على نكانور.
2مك 8-24فأيدهم القدير، فذبحوا من الأعداء ما يزيد على تسعة آلاف، وجرحوا وجدعوا أعضاء معظم جيش نكانور، وألجأوا جميع جنوده الى الهرب.
2مك 8-25وغنموا أموال الذين جاؤوا لشرائهم. ثم تعقبوهم مسافة غير قصيرة، إلى أن آستعجلتهم الساعة، فأمسكوا وعادوا.
2مك 8-26وكان ذلك اليوم عشية السبت، ولذلك لم يطيلوا تعقبهم.
2مك 8-27وجمعوا أسلحة الأعداء وأخذوا أسلابهم، ثم حفظوا السبت، وهم يباركون الرب كثيرا ويحمدونه لأنه حفظ لهم إلى ذلك اليوم أولى قطرات ندى رحمته.
2مك 8-28ولما آنقضى السبت، وزعوا على المعذبين والأرامل واليتامى قسما من الغنائم، وآقتسموا الباقي بينهم وبين أولادهم.
2مك 8-29وبعدما آنتهوا من ذلك، أقاموا صلاة عامة، سائلين الرب الرحيم أن يعود فيصالح عبيده مصالحة تامة.
هزيمة طيموتاوس وبَكِّيديس
2مك 8-30وبارزوا رجال طيموتاوس وبكيديس، فقتلوا منهم ما يزيد على عشرين ألفا وآستولوا على حصون شامخة، وآقتسموا كثيرا من الأسلاب جعلوها حصصا متساوية لهم وللمعذبين واليتامى والأرامل والشيوخ.
2مك 8-31وجمعوا أسلحة الأعداء وآهتموا بوضعها في أماكن مناسبة، وحملوا ما بقي من الغنائم إلى أورشليم.
2مك 8-32وقتلوا رئيس سبط من أصحاب طيموتاوس، وكان رجلا شديد الكفر، ألحق باليهود أضرارا كثيرة.
2مك 8-33وبينما هم يحتفلون بالظفر في وطنهم، أحرقوا الذين أضرموا النار في الأبوابا المقدسة، كما أحرقوا كلستانيس الذي كان قد فر إلى بيت صغير. فنال الجزاء الذي آستوجبه بكفره.
هرب نكانور واعترافه
2مك 8-34وأما نكانور الشديد الفجور، الذي كان قد آستصحب ألف تاجر لبيع اليهود،
2مك 8-35فلما رأى الذين كان يحتقرهم قد أذلوه بعون الرب، خلع ما عليه من الثياب الفاخرة، وآعتزل عن الآخرين جميعا وفر كالعبد الآبق في الحقول، حتى وصل إلى أنطاكية، محفوظا فوق كل شيء، بعد أن آنقرض جيشه.
2مك 8-36وبعدما كان قد وعد الرومانيين بأن يؤدي لهم الجزية من ثمن مسبيي أورشليم، عاد يعلن أن اليهود لهم من يحارب عنهم، وأنهم لذلك لا يغلبون، لأنهم يتبعون ما رسم لهم من الشرائع.