4. يهوديت وأليفانا - يهوديت تقصد أليفانا1 وكان، لما كفت من صراخها إلى إله إسرائيل وآنتهت من هذا الكلام كله2 أنها قامت من سجودها ودعت وصيفتها ونزلت إلى البيت الذي كانت تقضي فيه أيام السبت والأعياد.3 وألقت عنها المسح الذي كانت ترتديه وخلعت ثياب إرمالها وآستحمت وادهنت بطيب مشبع بالزيت وسرحت شعر رأسها وجعلت عليه عصابة ولبست ثياب فرحها التي كانت تتزين بها في أيام منسى زوجها،4 وأخذت حذاء لرجليها ولبست القلائد والأساور والخواتم والحلق وكل زينتها وتجملت جدا لإغراء عيون الرجال الذين ينظرون إليها.5 وأعطت وصيفتها زق خمر وإبريق زيت، وملأت خرجا من فطائر دقيق الشعير والفواكه اليابسة والأرغفة الطاهرة، وصرت كل زادها وسلمته إلى وصيفتها6 وخرجتا إلى باب مدينة بيت فلوى، فوجدتا عليه عزيا وشيخي المدينة كربي وكرمى.7 فلما رأوها ورأوا وجهها وقد تبدل وثوبها وقد تغير، أعجبوا جدا جدا بجمالها وقالوا لها:8 (( إله آبائنا يهب لك أن تنالي حظوة وأن تحققي مساعيك لآفتخار بني إسرائيل ورفع شأن أورشليم )).9 فسجدت يهوديت لله وقالت لهم: (( مروا أن يفتح لي باب المدينة فأخرج للقيام بما قلتموه لي )). فأمروا الشبان أن يفتحوا لها كما قالت،.10 ففعلوا. وخرجت يهوديت مع وصيفتها. ونظر إليها رجال المدينة تنزل من الجبل وتجتاز الوهدة، حتى توارت عن بصرهم.11 وكانتا تسيران توا في الوهدة، فلقيتها طلائع الأشوريين،12 فأمسكوها قائلين: (( من أية جهة أنت؟ ومن أين جئت؟ وإلى أين تذهبين ))؟. قالت: (( إني بنت للعبرانيين وقد هربت من وجههم، لأنهم أوشكوا أن يسلموا إليكم غنيمة.13 أما أنا فإني ذاهبة إلى أمام أليفانا رئيس قواد جيشكم لأخبره بكلمات حق وأدله أمامه على الطريق الذي يسلكه للآستيلاء على الناحية الجبلية كلها، فلا يفقد أحدا من رجاله ولا نفسا حية )).14 ولما سمع الرجال كلامها وتأملوا وجهها- وقد بدا لهم رائع الجمال-15 قالوا لها: (( لقد خلصت نفسك بالإسراع في النزول إلى سيدنا. والآن فتعالي إلى خيمته وسيرافقك أناس منا إلى أن يسلموك بين يديه.16 وإذا وقفت بحضرته، فلا يضطرب قلبك، بل أعيدي كلامك فيحسن إليك )).17 فآختاروا من بينهم مائة رجل آنضموا إليها وإلى وصيفتها وذهبوا بهما إلى خيمة أليفانا.18 وحدث تجمهر في المعسكر كله على أثر إذاعة خبر حضورها في جميع الخيم، وكانوا يأتون ويحيطون بها، وهي واقفة خارج خيمة أليفانا، إلى أن يخبروه بأمرها.19 وكانوا يعجبون بجمالها ويعجبون ببني إسرائيل من أجلها، فيقول كل واحد لقريبه: (( من يحتقر هذا الشعب الذي فيه مثل هذه النساء؟ لا يحسن الإبقاء على أي رجل منهم، فبإمكان الباقين أن يخدعوا الأرض كلها )).20 وخرج النائمون عند اليفانا وجميع ضباطه وأدخلوا يهوديت إلى الخيمة.21 وكان أليفانا يستريح على سريره تحت ناموسية من أرجوان وذهب وزمرد ترصعها حجارة كريمة.22 فأخبروه بأمرها، فخرج الى مدخل الخيمة تتقدمه مشاعل فضة.23 فلما وصلت يهوديت أمامه وأمام ضباطه، أعجبوا جميعا بجمال وجهها. فآرتمت أمامه وسجدت له فأنهضها خدامه.