ترجمة كتاب الحياة

صموئيل الأول

خيانة أهل زيف1 وتوجه الزيفيون إلى شاول في جبعة وقالوا: «أليس داود مختبئا في تل حخيلة تجاه الصحراء؟»2 فاختار شاول ثلاثة آلاف رجل من خيرة جنود إسرائيل وانطلق نحو صحراء زيف ليبحث فيها عن داود.3 وعسكر شاول إزاء الطريق عند سفح تل حخيلة تجاه الصحراء، وكان داود آنئذ مقيما في الصحراء. فعندما سمع أن شاول تعقبه إلى الصحراء4 أرسل جواسيسه ليتيقن من أن شاول قد تعقبه حقا.5 ثم قام داود وتسلل إلى الموضع المضطجع فيه شاول، وأبنير بن نير رئيس جيشه. فرأى شاول راقدا عند المتراس محاطا بجنوده.داود يعفو ثانية عن شاول6 فخاطب داود أخيمالك الحثي وأبيشاي ابن صروية (شقيق يوآب): «من منكما ينزل معي إلى معسكر شاول؟» فقال أبيشاي: «أنا أنزل معك».7 فتسلل داود وأبيشاي ليلا إلى معسكر شاول، وإذا بشاول راقد عند المتراس ورمحه مغروس في الأرض إلى جوار رأسه، وأبنير والجنود نائمون حوله.8 فقال أبيشاي لداود: «لقد أوقع الله اليوم عدوك في قبضة يدك، فدعني الآن أطعنه برمحه إلى الأرض، فأجهز عليه بضربة واحدة».9 فأجاب داود: «لا تقض عليه، إذ من يمد يده ليسيء لمسيح الرب ويتبرأ؟10 إن الرب نفسه لابد أن يعاقب شاول فيميته ميتة طبيعية، أو يقتله في معركة حربية.11 ولكن معاذ الله أن أمد يدي لأسيء إلى مسيح الرب. أما الآن فخذ الرمح المغروس عند رأسه وكوز الماء وهلم بنا من هنا».12 وهكذا أخذ داود الرمح وكوز الماء من عند رأس شاول وتسللا راجعين، من غير أن يراهما أو ينتبه لوجودهما أحد، لأنهم جميعا كانوا نياما إذ إن الرب أثقلهم بالسبات العميق.13 واجتاز داود الوادي إلى الجبل المقابل وارتقى إلى قمته حيث وقف عن بعد، تفصله عن شاول مسافة كبيرة.14 ونادى داود الجنود وأبنير بن نير قائلا: «ألا تجيبني يا أبنير؟». فأجاب أبنير: «من هذا الذي ينادي الملك؟»15 فقال داود لأبنير: «ألست أنت رجلا؟ ومن مثلك في كل إسرائيل؟ فلماذا لم تحرس سيدك الملك؟ فقد جاء من هم بقتل سيدك الملك.16 إن ما عملته لا يستحق الثناء، فحي هو الرب إنكم أبناء الموت، لأنكم لم تحرسوا سيدكم مسيح الرب، فانظر حولك الآن، أين هو رمح الملك وكوز الماء اللذان كانا عند رأسه؟».شاول يعتذر لداود17 وتبين شاول صوت داود، فقال: «أهذا صوتك يا ابني داود؟» فأجاب داود: «إنه صوتي ياسيدي الملك».18 ثم تابع حديثه: «لماذا لايزال سيدي يسعى وراء عبده؟ أي ذنب جنيت، وأي جرم اقترفت؟19 فليسمع سيدي الملك كلام عبده الآن: إن كان الرب قد أثارك ضدي فلأقدمن له قربان رضي. وإن كان الناس هم الذين أوغروا صدرك علي فليكونوا ملعونين أمام الرب، لأنهم نفوني من أرض ميراث الرب قائلين: اذهب اعبد آلهة أخرى.20 والآن لا تدع دمي يهدر على أرض غريبة بعيدا عن حضرة الرب، لأن ملك إسرائيل قد خرج ليبحث عن برغوث واحد ويتعقبه كما يتعقب الحجل في الجبال؟».21 فقال شاول: «لقد أخطأت. ارجع ياابني داود فلن أسيء إليك بعد اليوم، لأن نفسي كانت عزيزة في عينيك. لشد ما أخطأت وضللت!».22 فأجاب داود: «هوذا رمح الملك. فليأت أحد الرجال ويأخذه.23 وليكافيء الرب كل واحد على استقامته وأمانته، لأن الرب قد أوقعك اليوم فى قبضتي، لكني لم أشأ أن أمد يدي لأسيء إلى مختار الرب.24 وكما كانت نفسك عزيزة في عيني اليوم، لتكن نفسي أيضا عزيزة في عيني الرب، وينقذني من كل ضيق».25 فقال شاول لداود: «لتكن مباركا يا ابني داود، فإنك قادر على القيام بأمور عظيمة وتنجح فيها». ثم مضى داود في حال سبيله ورجع شاول إلى بيته.