المسيح يرسل الروح القدس المعين1 قلت لكم هذا لكي لا تتزعزعوا.2 ستطردون خارج المجامع، بل سيأتي وقت يظن فيه من يقتلكم أنه يؤدي خدمة لله.3 وهم يفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا أبي، ولا عرفوني.4 قلت لكم هذا حتى متى جاء وقت حدوثه تذكرون أنه سبق أن أخبرتكم به. ولم أقل لكم هذا منذ البداية لأني كنت معكم؛5 أما الآن فإني عائد إلى الذي أرسلني، ولا أحد منكم يسألني: أين تذهب؟6 عندما أخبرتكم بهذا ملأ الحزن قلوبكم.7 ولكني أقول لكم الحق: من الأفضل لكم أن أذهب، لأني إن كنت لا أذهب، لا يأتيكم المعين. ولكني إذا ذهبت أرسله إليكم.8 وعندما يجيء يبكت العالم على الخطيئة وعلى البر وعلى الدينونة:9 أما على الخطيئة، فلأنهم لا يؤمنون بي،10 وأما على البر، فلأني عائد إلى الآب فلا ترونني بعد؛11 وأما على الدينونة، فلأن سيد هذا العالم قد صدر عليه حكم الدينونة.12 مازال عندي أمور كثيرة أقولها لكم، ولكنكم الآن تعجزون عن احتمالها.13 ولكن، عندما يأتيكم روح الحق يرشدكم إلى الحق كله، لأنه لا يقول شيئا من عنده، بل يخبركم بما يسمعه، ويطلعكم على ما سوف يحدث.14 وهو سيمجدني لأن كل ما سيحدثكم به صادر عني.15 كل ما هو للآب، فهو لي. ولذلك قلت لكم إن ما سيحدثكم به صادر عني.16 بعد قليل لا ترونني، وبعد ذلك بقليل ترونني!»الفرح بعد الحزن17 فتساءل بعض التلاميذ: «ترى، ما معنى قوله: بعد قليل لا ترونني، وبعد ذلك بقليل ترونني، وأيضا: لأني عائد إلى الآب؟»18 وقالوا: «ما هو هذا القليل الذي يتحدث عنه؟ لسنا نفهم ما يقوله!»19 وعلم يسوع أنهم يرغبون في أن يسألوه، فقال لهم: «تتساءلون عن معنى قولي: بعد قليل لا ترونني ثم بعد قليل ترونني أيضا.20 الحق الحق أقول لكم: إنكم ستبكون وتنوحون، أما العالم فيفرح. إنكم ستحزنون، ولكن حزنكم سيتحول إلى فرح.21 المرأة تحزن إذا حانت ساعتها لتلد. ولكنها حالما تلد طفلها، لا تعود تتذكر عناءها، لفرحها بأن إنسانا قد ولد في العالم.22 فكذلك أنتم، تحزنون الآن؛ ولكن عندما أعود للقائكم، تبتهج قلوبكم، ولا أحد يسلبكم فرحكم.23 وفي ذلك اليوم لا تسألونني عن شيء. الحق الحق أقول لكم: إن الآب سيعطيكم كل ما تطلبون منه باسمي.24 حتى الآن لم تطلبوا باسمي شيئا. اطلبوا تنالوا، فيكون فرحكم كاملا.الانتصار على الضيق في العالم25 ضربت لكم أمثالا في كلامي عن هذه الأمور، ولكن سيأتي وقت أحدثكم فيه عن الآب بكلام صريح، دون أمثال.26 في ذلك اليوم تطلبون من الآب باسمي. ولست أقول لكم إني أطلب إليه عنكم.27 فإن الآب نفسه يحبكم، لأنكم أحببتموني، وآمنتم بأني من عند الله خرجت.28 خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم. وها أنا أترك العالم وأعود إلى الآب».29 فقال له تلاميذه: «ها أنت الآن تكلمنا كلاما صريحا بغير أمثال.30 فالآن نعرف أنك تعلم كل شيء، ولا تحتاج إلى أن يسألك أحد. لذلك نؤمن أنك جئت من عند الله».31 فرد يسوع: «أفالآن تؤمنون؟32 ستأتي ساعة وها قد حانت الآن فيها تتفرقون كل واحد إلى بيته، وتتركونني وحدي. ولكني لست وحدي، لأن الآب معي.33 أخبرتكم بهذا كله ليكون لكم في سلام. فإنكم في العالم ستقاسون الضيق. ولكن تشجعوا، فأنا قد انتصرت على العالم!»