إسرائيل شعب عاصٍ1 «قد أعلنت ذاتي لمن لم يسألوا عني، ووجدني من لم يطلبني، وقلت: هأنذا لأمة لم تدع باسمي.2 بسطت يدي اليوم كله إلى شعب متمرد يسلك في طريق غير صالح، تابعين أهواءهم،3 شعب يثابر على إغاظتي في وجهي، إذ يقرب ذبائح لأصنامه في الحدائق ويحرق بخورا فوق مذابح الآجر.4 يجلس بين المقابر ويبيت الليل في أماكن سرية، ويأكل لحم الخنزير، وفي أوانيه مرق لحوم نجسة.5 ويقول أحدهم للآخر: لا تقترب مني لئلا تدنسني، لأني أقدس منك. (فيثيرون غيظي) كدخان في أنفي ونار تتقد طول النهار.6 انظروا قد كتب أمامي: لن أصمت بل أجازي، وألقي في أحضانهم7 خطاياهم وخطايا آبائهم معا يقول الرب. لأنهم أحرقوا بخورا على الجبال، وأهانوني على الآكام، فإني أكيل أعمالهم الأولى وأطرحها في أحضانهم عقابا لهم.8 ولكن هذا ما يقوله الرب: كما أن (الكرام) لا يطرح العنقود الفاسد إذ يقال له إن في عنبه بعض الخمر الطيب، كذلك لن أطر ح من أمامي كل إسرائيل لئلا أقضي على خدامي جميعا.9 بل أخرج من صلب يعقوب ذرية، ومن يهوذا وارثا لجبالي، فيملكها مختاري، ويقيم فيها عبيدي،10 وتصبح أرض شارون مرعى للقطعان، ووادي عخور مربض بقر لشعبي الذي طلبني.11 أما أنتم الذين نبذتم الرب ونسيتم جبلي المقدس، وهيأتم مذبحا لإله «الحظ» وملأتم الكؤوس خمرا ممزوجة لإله «القدر»،12 فأجعل مصيركم الهلاك بالسيف، وتسجدون جميعا لذابحيكم لأنني دعوت فلم تجيبوا، تكلمت فلم تسمعوا، وارتكبتم الشر على مرأى مني واخترتم ما أبغضه.13 لذلك هكذا يقول السيد الرب: ها عبيدي يأكلون وأنتم تجوعون، ويشربون وأنتم تظمأون، ويفرحون وأنتم تخزون،14 ويترنمون في غبطة القلب وأنتم تعولون من أسى القلب، وتولولون من انكسار الروح،15 وتخلفون اسمكم لعنة على شفاه مختاري، ويميتكم الرب ويطلق على عبيده اسما آخر.16 فيكون كل من يبارك نفسه في الأرض إنما يبارك نفسه بالإله الحق، ومن يقسم في الأرض إنما يقسم بالإله الحق، لأن الضيقات الأولى قد نسيت واحتجبت عن عيني.17 لأنني ها أنا أخلق سماوات جديدة وأرضا جديدة، تمحو ذكر الأولى فلا تعود تخطر على بال18 إنما افرحوا وابتهجوا إلى الأبد بما أنا خالقه، فها أنا أخلق أورشليم بهجة، وشعبها فرحا.19 وأبتهج بأورشليم وأغتبط بشعبي، ولا يعود يسمع فيها صوت بكاء أو نحيب،20 ولا يكون فيها بعد طفل لا يعيش سوى أيام قلائل، أو شيخ لا يستوفي أيامه. ومن يموت ابن مئة سنة يعتبر فتى، ومن لا يبلغها يكون ملعونا.21 يغرس الناس كرومهم ويأكلون ثمارها، ويبنون بيوتهم ويقيمون فيها،22 لا يبنون ليأتي آخر فيسكن فيها، ولا يغرسون كروما ليجنيها آخر، لأن أيام شعبي تكون مديدة كأيام الشجر، ويتمتع مختاري بعمل أيديهم.23 فهم لن يتعبوا باطلا ولا تنجب نساؤهم أولادا للرعب، لأنهم يكونون ذرية مباركي الرب، ويتبارك أولادهم معهم.24 وقبل أن يدعوا أستجيب، وفيما هم يتكلمون أنصت إليهم.25 ويرعى الذئب والحمل معا، ويأكل الأسد التبن كالبقر، وتأكل الحية التراب. لا يؤذون ولا يهلكون في كل جبل قدسي، يقول الرب.