ترجمة كتاب الحياة

إشعيا

إشراق نور الرب1 قومي استضيئي، فإن نورك قد جاء، ومجد الرب أشرق عليك.2 ها إن الظلمة تغمر الأرض، والليل الدامس يكتنف الشعوب، ولكن الرب يشرق عليك، ويتجلى مجده حولك،3 فتقبل الأمم إلى نورك، وتتوافد الملوك إلى إشراق ضيائك.4 تأملي حولك وانظري، فها هم جميعا قد اجتمعوا، وأتوا إليك. يجيء أبناؤك من مكان بعيد، وتحمل بناتك على الأذرع.5 عندئذ تنظرين وتتهللين، وتطغى الإثارة على قلبك، وتمتلئين فرحا لأن ثروات البحر تتحول إليك وغنى الأمم يتدفق عليك.6 تكتظ أرضك بكثرة الإبل. من أرض مديان وعيفة تغشاك بكران، تتقاطر إليك من شبا محملة بالذهب واللبان وتذيع تسبيح الرب.7 جميع قطعان قيدار تجتمع إليك، وكباش نبايوت تخدمك، تقدم قرابين مقبولة على مذبحي، وأمجد بيتي البهي.8 من هؤلاء الطائرون كالسحاب وكالحمام إلى أعشاشها؟9 فالجزائر تنتظرني، وفي الطليعة سفن ترشيش حاملة أبناءك لتأتي بهم من أرض بعيدة، ومعهم فضتهم وذهبهم، تكريما لاسم الرب إلهك ولقدوس إسرائيل لأنه قد مجدك.10 يعمر الغرباء أسوارك، ويخدمك ملوكهم، لأني في غضبي عاقبتك، وفي رضاي رحمتك.11 تنفتح أبوابك دائما ولا توصد ليل نهار، ليحمل إليك الناس ثروة الأمم، وفي موكب يساق إليك ملوكهم،12 لأن الأمة والمملكة التي لا تخضع لك تهلك، وهذه الشعوب تتعرض للخراب الساحق.13 يأتي إليك مجد لبنان بسروه وسنديانه وشربينه لتزيين موضع مقدسي، فأجعل موطيء قدمي مجيدا.14 ويقبل إليك أبناء مضايقيك خاضعين، وكل الذين احتقروك ينحنون عند قدميك، ويدعونك مدينة الرب، صهيون قدوس إسرائيل.15 وبعد أن كنت مهجورة ممقوتة لا يعبر بك أحد، سأجعلك بهية إلى الأبد، وفرح كل الأجيال،16 وتشربين لبن الأمم، وترضعين ثدي الملوك، وتدركين أني أنا الرب مخلصك وفاديك عزيز يعقوب.17 وعوضا عن النحاس أجلب لك الذهب، وبدل الحديد آتي لك بالفضة، وعوض الخشب نحاسا، وبدل الحجارة حديدا، وأجعل ولاتك مصدر سلام، ومسخريك يعاملونك بالعدل.18 ولا يسمع بظلم في أرضك، ولا بدمار أو خراب داخل تخومك، وتدعين أسوارك خلاصا، وبواباتك تسابيح.19 ولا تعود الشمس نورا لك في النهار ولا يشرق ضوء القمر عليك لأن الرب يكون نورك الأبدي، وإلهك يكون مجدك.20 ولا تغرب شمسك من بعد، ولا يتضاءل قمرك، لأن الرب يكون نورك الأبدي، وتنقضي أيام مناحتك.21 ويكون شعبك جميعا أبرارا ويرثون الأرض إلى الأبد، فهم غصن غرسي وعمل يدي لأتمجد.22 ويضحى أقلهم ألفا، وأصغرهم أمة قوية، أنا الرب أسرع في تحقيق ذلك في حينه.