بركات الرب على الأمة1 أما الآن فاسمع يايعقوب عبدي، وياإسرائيل الذي اصطفيته.2 أنا خالقكم من الرحم ومعينكم، لا تخف يا عبدي يعقوب ولا تجزعي يا أورشليم التي اخترتها.3 لأني سأسكب ماء على الأرض الظمأى، وأجري السيول على التربة اليابسة، وأفيض بروحي على ذريتك، وبركاتي على نسلك.4 فينبتون بين العشب مزهرين كالصفصاف عند مجاري المياه.5 ويقولون بملء أفواههم: «أنا عبد الرب. أنا ابن يعقوب». ويكتب على يده اسم الله، وباسم إسرائيل يلقب.إدانة الله لعبادة الأصنام6 هذا ما يقوله الرب القدير ملك إسرائيل وفاديه: «أنا هو الأول والآخر، ولا إله غيري.7 من مثلي؟ فليخبر بذلك، ويعلنه ويعرض أمامي أحداث الأيام الغابرة منذ أن أنشأت شعبي القديم، وما سيجيء به الغد، وليكشف عن حوادث الزمن المقبل.8 لا تجزعوا ولا تفزعوا، ألم أخبركم بهذا وأنبئكم به منذ زمن بعيد؟ أنتم شهودي. هل هناك إله غيري؟ هل هناك صخرة أخرى لا علم لي بوجودها؟9 كل صانعي التماثيل لا جدوى منهم، ومشتهياتهم لا طائل منها. وهم شهود عليها أنها لا تبصر ولا تعلم لكي يخزوا.10 من يصور صنما أو يسبك تمثالا لا ترتجى منه فائدة؟11 هذا وأمثاله يلحق بهم العار لأن الصناع ليسوا سوى بشر. فليجتمعوا إذا ويمثلوا أمامي، فينتابهم رعب ويخزوا معا.12 يصنع الحداد فأسا بعد أن يقلبها في جمرات الكور ويطرقها، ويشكلها بذراعه القوية. لا يعبأ بالجوع ولا بنضوب قوته، ولا بالعطش والإعياء.13 ثم يأتي نجار فيتناول قطعة خشب ويمد عليها الخيط ويعلمها وينعمها ويحفر عليها بالبركار صورة إنسان ساحر الجمال لينصبه صنما في منزل.14 يقطع شجرة أرز أو يختار سنديانا أو بلوطا. يتركها تنمو بين أشجار الغابة. أو يزرع شجرة صنوبر فينميها المطر.15 ثم تصبح وقودا لنيران الناس: يأخذ بعضا منها ليدفيء نفسه، أو يوقده ليخبز خبزه، أو ينحت منه إلها يعبده، يصنع منه تمثالا يخر أمامه ساجدا.16 يوقد نصفه في النار وعلى نصفه الآخر يأكل لحما، يشوي شواء ويشبع، ويدفيء نفسه قائلا: آه، أنا مستدفيء، وأرى نارا.17 ويصنع ما تبقى منه إلها، صنما يخر أمامه ساجدا مبتهلا إليه قائلا: أنقذني. أنت إلهي.18 إنهم لا يفقهون ولا يدركون، إذ غشي على عيونهم فلا يبصرون، وأغلق على قلوبهم فلا يفهمون.19 ليس من متأمل أو ذي معرفة أو إدراك يقول: قد أحرقت نصف الشجرة بالنار وخبزت خبزي على جمراتها، شويت لحما عليها وأكلته. أفأصنع من بقيتها رجسا وأسجد أمام قطعة خشب؟20 لكأنه يأكل الرماد! يجري وراء سراب ويعجز عن إنقاذ نفسه أو الاعتراف أن الصنم الذي يمسكه بيده هو محض ضلال!21 اذكر هذه الأمور يايعقوب، لأنك أنت عبدي ياإسرائيل، قد جبلتك فأنت عبدي، وأنا لا أنساك ياإسرائيل.22 قد محوت كغيمة عابرة ذنوبك، وكسحابة خطاياك. ارجع تائبا إلي لأني قد فديتك.23 ترنمي أيتها السماوات لأن الرب قد أنجز فعله. اهتفي ياأعماق الأرض، وتفجري غناء ياجبال وياغابات وكل ما فيها من شجر، لأن الرب قد افتدى يعقوب وتمجد في إسرائيل.24 هذا ما يقوله الرب فاديك وجابلك من الرحم: «أنا هو الرب صانع كل الأشياء، الذي نشر السماوات وحده، وبسط الأرض بنفسه. من كان معي حينذاك؟25 يكشف نفاق المخادعين، ويفضح حمق العرافين، ويبطل مشورة الحكماء تسفيها لعلمهم.26 أنا هو متمم كلام عبده، ومحقق مشورة رسله، القائل عن أورشليم: لابد أن تعود عامرة وعن مدن يهوذا: لابد أن تبنى، وأنا أعيد تشييد خربها.27 القائل للجة: جفي وأنا أنشف أنهارك.28 القائل عن كورش: هو راعي الذي يلبي كل رغباتي والقائل عن أورشليم: لابد أن تبنى وعن الهيكل: لابد أن يؤسس (من جديد)».