دينونة الأمم1 اصمتي واسمعي لي أيتها الجزائر. لتجدد الأمم قوتها وليتقدموا ليعرضوا حججهم. لنجتمع معا للمثول أمام القضاء.2 من أقام من المشرق قائدا مظفرا، يواكب النصر كل خطوة من خطواته، وأسلم الأمم إليه وأخضع له الملوك، وجعلهم كالتراب بسيفه، وكالعصافة المذراة بقوسه؟3 يتعقبهم ويجوز آمنا في دروب لم يطأها بقدميه.4 من فعل هذا وأنجزه داعيا الأجيال منذ البدء؟ أنا الرب. أنا الأول والآخر.5 شاهدت الجزائر فعلي وخافت، وارتجفت أقاصي الأرض فتجمعوا معا.6 شرع كل واحد يشجع جاره قائلا له: تشدد.7 فشجع الصانع الصائغ، والصاقل بالمطرقة الضارب على السندان قائلا عن الإلحام: هذا عمل جيد. ثم يثبت الصنم بمسامير كي لا يتقلقل.8 أما أنت ياإسرائيل عبدي. يايعقوب الذي اصطفيته، ياذرية إبراهيم خليلي،9 يامن أخذتك من أقاصي الأرض، ودعوتك من أبعد أطرافها قائلا لك: أنت عبدي. لقد اصطفيتك ولم أنبذك.10 لا تخف لأني معك. لا تتلفت حولك جزعا، لأني إلهك، أشددك وأعينك وأعضدك بيمين بري11 يعتري الخزي والعار كل من يغتاظ منك، ويتلاشى مقاوموك كالعدم.12 تبحث عن خصومك فلا تجد أحدا منهم، ويصبح محاربوك كلا شيء،13 لأني أنا الرب إلهك الذي يمسك بيمينك قائلا لك: لا تخف. سأعينك.14 لا تخف يايعقوب الضعيف كالحشرة، وياإسرائيل العليل كالشرذمة، لأني سأعينك، يقول الرب فاديك قدوس إسرائيل.15 وها أنا أجعلك نورجا محددا جديدا مسننا، فتدرس الجبال وتجعل التلال كالعصافة،16 فتذريها، وتحملها الريح بعيدا، وتبددها الزوبعة. أما أنت فتبتهج بالرب وتمجد قدوس إسرائيل.إزدهار شعب الله17 وعندما يلتمس البائسون والمساكين ماء ولا يجدونه، وتتشقق ألسنتهم من العطش، أنا الرب أستجيب لهم، أنا إله إسرائيل لا أتخلى عنهم.18 فأفجر أنهارا على الهضاب وينابيع في وسط الأودية، وأحول البرية إلى واحة ماء والأرض القاحلة إلى جداول.19 وأنبت في الصحراء الأرز والسنط والآس وشجر الزيتون، وأنمي في البرية أشجار السرو والسنديان والشربين جميعا،20 حتى يرى الناس ويدركوا ويتأملوا ويفهموا معا أن يد الرب هي التي صنعت هذا، وأن قدوس إسرائيل هو الذي أبدعه.الله وحده العليم بالمستقبل21 اعرضوا دعواكم يقول الرب، وقدموا حججكم يقول ملك إسرائيل.22 أحضروا أصنامكم لينبئونا عما يأتي به المستقبل، وعن الأمور الغابرة.23 أطلعونا على أحداث الغيب فنعلم أنكم آلهة حقا. إيتوا بمعجزة خيرا كانت أم شرا، تثير دهشتنا أو رعبنا.24 ولكن أنتم لا شيء، وفعلكم عدم، ولا يصطفيكم سوى الرجس.25 قد آثرت رجلا من الشمال، ها هو مقبل من مشرق الشمس يدعو باسمي، يطأ الولاة كما يطأ فوق الوحل، ويدوس عليهم كما يدوس الخزاف فوق الطين.26 من أنبأ بهذا الحدث منذ البدء حتى نعلم به؟ وقبل أوان حدوثه حتى نقول: هو صادق. لم يوجد منبيء أو معلن، ولم يسمع أحد كلمة منكم.27 أنا أول قائل لصهيون: انظروا هاهم، وأول من أقام في أورشليم بشيرا،28 ولكن عندما تطلعت إلى الأصنام لم أجد أحدا، ولم يكن هناك بينهم مشير أسأله فيجيب.29 انظروا، إنهم جميعا وهم باطل، وأعمالهم وأصنامهم المسبوكة ريح وخواء.