الْمَزْمُورُ التَّاسِعُ وَالأَرْبَعُونَ - لِقَائِدِ الْمُنْشِدِينَ. مَزْمُورٌ لِبَنِي قُورَحَ1 اسمعوا هذا ياجميع الشعوب، أصغوا ياجميع سكان العالم.2 (اسمعوا) إلي أيها العظماء، الأغنياء والفقراء على السواء.3 ينطق فمي بالحكمة، وخواطر قلبي بالفهم.4 أعير أذني لأسمع مثلا، وعلى عزف العود أشرح لغزي.5 لماذا أخاف في أيام الخطر عندما يحيط بي شر مطاردي؟6 أولئك المتكلون على ثروتهم، وبوفرة غناهم يفتخرون.7 لا يقدر أحد أبدا أن يفتدي أخاه أو يقدم لله كفارة عنه.8 لأن فدية النفوس باهظة يتعذر دفعها مدى الحياة9 طلبا للخلود على الأرض وتفاديا لرؤية القبر.10 لكن الحكماء يموتون كما يموت الجاهل والغبي، تاركين ثروتهم لغيرهم.11 يتوهمون أن بيوتهم خالدة، وأن مساكنهم باقية من جيل إلى جيل، فأطلقوا أسماءهم على أراضيهم (تخليدا لذكرهم).12 ولكن الإنسان لا يخلد في أبهته. إنه يماثل البهائم التي تباد.13 هذا هو مصير الجهال الواثقين بأنفسهم، ومصير أعقابهم الذين يستحسنون أقوالهم.14 يساقون للموت كالأغنام، ويكون الموت راعيهم ويسود المستقيمون عليهم. تبلى صورتهم، وتصير الهاوية مسكنهم.15 إنما الله يفتدي نفسي من قبضة الهاوية إذ يأخذني إليه.16 لا تخش إذا اغتنى إنسان، وزاد مجد بيته.17 فإنه عند موته لا يأخذ معه شيئا، ولا يلحق به مجده إلى قبره.18 ومع أنه ينعم نفسه بالبركات في أثناء حياته ويطريه الناس إذ أحسن إلى نفسه،19 إلا أن نفسه ستلحق بآبائه، الذين لا يرون النور إلى الأبد.20 فالإنسان المتمتع بالكرامة من غير فهم، يماثل البهائم البائدة.